الجو شديد الحرارة , مشبعٌ بالرطوبة حتى الانتحار , ألأوغاد يتجاهلون استغاثة المئات من العاملين و يتقاعسون عن علاج ذلك المكيف العجوز – عجوز فقط بحجرات صغار الموظفين – يومٌ طويلٌ جداً , طول الحبل الواصل بين القلب المكروب و بين سدرة المنتهى , تخلف زميليَّ في العمل عن الحضور فرفعتُ الطين إلى رأسي لا راضياً ولا مرضيا , تعامد العقرب البطيء على السابعة – باقي من الزمن ساعة – استفحل الملل و شع سخونة من الدفاتر و الملفات و استقر ( العادي ) في صفحات ( أخبار الأدب ) فانطفأت الدهشة في الروح , تذكرتُ قصيدة ( ولد خيبان ) لسالم الشهباني و لكن لم تولد قطرة حنين واحدة من وريقات الذكرى . تعثرت عيناي في القلم المسجى فوق الجريدة , ابتسمتُ له فبادلني الابتسام و ناداني بحق الوصال فقلتُ تعاظم الموتُ و تاه مني الحنين و لكن كبر عليَّ أن أكسر خاطره , مددتُ إليه يدي واحتضنته بين أناملي , بحثتُ شرقاً و غرباً و شمالاً و جنوباً فلم أجد ورقة بيضاء , تذكرتُ أن موعد الصرف من المخازن لم يحن بعد , نزعتُ ورقة من دفتر ( السلفة المستديمة ) و جررتُ القلم بعلامة الضرب على وجهها ثم أطلقته فرساً رشيقاً على ظهرها دون أدنى علمٍ بما سوف يبوح
قل ما تشاءُ , كما تشاءُ , متى تشاءُ , لمن تشاءْ
السبت، 21 يونيو 2008
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق