قل ما تشاءُ , كما تشاءُ , متى تشاءُ , لمن تشاءْ

الجمعة، 21 أغسطس 2009

خروج


آن أن لا تكونَ
كما شاء حلمٌ قديمْ
كن كما كنتَ
في حلم شيخ ٍ كريمْ
لقباً صالحاً
والداً طيباً
لا تخونك مفردة ٌ
فوق حاجة صورتك البائرة ْ
أو يميدُ بك الوزنُ
في غفلةٍ عابرة ْ
تتسلمُ موتكَ من ناقدٍ
يشتهي شرب شاي الصباح ِ
بقوقعةٍ
يرتدي حُلةً من صدفْ
لا يرى في قراءة قيسٍ هدفْ
يحتسي من سبيل دماكَ
و لا يرتوي
ربما
تكتوي بالفراق ِ
و لا يحتويك كمانٌ
و لا لغةٌ من كتاب الشغفْ
ربما
تزدريك عظامكَ
مستوفياً عتمة الهاوية ْ
و فصولَ العجفْ
ربما لم تكن
غير فرقعةٍ خاوية ْ
رميةً لم تنلْ
من مناك السعفْ
خللاً خافياً
في اختراع السماءْ
ربما
كنتَ حبل غسيلٍ
بشرفة فاتنةٍ
و حسبت حرير قميصٍ نديٍّ
عناقاً بطعم الشتاءْ
ربما أيَّ موتٍ بلا قافية ْ
يحتويك خفيفاً
بغير حسابٍ على خطأٍ ماكرٍ في المثنى
و جمع المؤنثِ
أفضل من شاعرٍ ساطع ٍ
مات من حيرةٍ
و وفاءْ








الاثنين، 20 يوليو 2009

فقرة من كتاب البوح الذي لم يكتمل


أحياناً أنزع النظارة عن وجهي ؛ لا أرغب في رؤية وجوه الناس . ترضيني رؤيتهم أشباحاً , و يرضيني أكثر خلو المشهد من أجسادهم , و أعرف أن الرضا الأعظم في رحيل أطيافهم الثقيلة عن فكري و أحلامي .
هل حان الوقتُ كي أعلن بصدق ٍ و شجاعةٍ أني لا أحب الناس , و هل آن للكلام أن يتوغل أكثر في الجرأة , فأقول أني لم أتزوج و لا أسعى إليه كي لا تطرق يدٌ باب حجرتي و يطعنني سؤالٌ : لماذا أنت دوماً بعيداً عني ؟
هل جاءت اللحظة الحاسمة لاعتماد القرار الخطير – الذي طال عليه أمد الحيرة و الخوف – باعتزال العالم . هل سأكون غداً على مكتبي في ( الفرنساوي ) هل تحتويني الساقية الأربعاء القادم مع رفاق الحلم الأدبي , هل سأراقص في الشوارع حزناً ظلي البدين , هل سأذهب الخميس إلى المسرح معها أم سأغلق الهاتف و باب الحجرة
و أنام .

الأحد، 10 مايو 2009

حرص و لا تخون


منذ أن أخبرتني صديقتي في المدرسة الثانوية عن حمالة الصدر المبطنة بطبقة إسفنجية غليظة , تهدف إلى إعارة الفتاة أنوثة زائفة , تنسج أحابيل الهوى حول الجردل المنتظر , و أنا أشك في حقيقة كل الإمكانيات الهائلة التي تتزين بها طرقات مدينتي الحبيبة . و لذلك كان العرض الذي قدمته فتاة الدول العربية محل تردد كبير , رغم أن كل بطل من البطلين الصارخين بالحرب فوق صدرها جديرٌ بمائةٍ من المائتين , إن صدقا في بطولتهما . أوحى إليَّ الشك و الخوف من التورط في وجبة لا تستحق ثمنها بالانصراف عنها , إلا أن الأمل في أن يكون الأمر حقيقياً دعاني إلى المغامرة تحت شعار ( التجربة تمحو ما بعدها من ندم ) و لكن لا ضير من التحقق , و في التأني السلامة كما قال حكماء السلف . و تلك صفقة من النوع الذي لا تعوزه الصراحة .
- مفيش مشكلة , بس احب اتأكد
بنظرة تشي بعدم الفهم الصادق
- تتأكد من إيه ؟
- أتأكد إن كل حاجة حقيقية
- كل حاجة ايه ؟
ملأني غباؤها بالضيق فأشرتُ بعيني و أنا أقول
- قصدي دول
رمتني بنظرة غاضبة و هي ترد
- لا ما تقلقش , مش سليكون
قلت منتهجاً لهجة الخبير , محاولاً أن أقول لها بعيني ( على بابا ... دا انا صايع قديم و حياة امك )
- هو السليكون بس اللي يعمل كده ؟
قالت بضيق مشوب بسخرية
- يعني هتتأكد ازاي ؟
تلفت حولي مفتشاً عن أي رقيب يترصد موقفنا المشبوه بملابسها الفاضحة , و عندما اطمأن قلبي لخلو الجو من الرقباء مددتُ يدي بحذر ناشراً أصابعي في الهواء بما يكفي الإحاطة اللازمة للمعرفة
- إبعد إيدك , أنت مجنون ؟!
تملكني الغضب من ضربة يدها , فأطلقت تشخيرة عظيمة ملأتني زهوا , علمني إياها - قبل يومين فقط - صديق محترف
- نعم يا روح امك
قالت بحزم
- مش في الشارع
فكرتُ أن أنهي الأمر و أتركها دون كلمة , و لكن نظرة عابرة لهما استمهلتني , إذا كان الأمر حقيقياً فإن السعادة المحتملة تستحق المخاطرة . فكرتُ قليلاً ثم قلتُ
- ماشي , بس الدفع بعد مش قبل
قالت كمن فهم أمراً ما
- لا معلش , شربتها من غيرك كتير
ثم قالت و هي تتحول عني بوجهها إلي ناحية أخرى
- طريقك أخضر يا بابا
لم أتحرك . أدركتُ من عدم انصرافها و وقفتها مشدودة الصدر , المناورة التي تقوم بها
- ما انا من حقي برضه اطمن
ألتفتت إليَّ ثم قالت بسخرية
- عايز تفهمني إن كل واحدة عرفتها سمحتلك تتأكد الأول
لم يكن من الممكن أن أخبرها أنها المرة الأولى , و لذا كان الحذر أوجب . مستعيناً برغبتي المتأججة في السباحة قلتُ بثقة
- طبعاً , ده كان شرط أساسي مع كل واحدة
- طيب يا سيدي , ما دامت المسألة كده , شفلك واحدة من اللي انت متأكد منهم أحسن لك
قالت ذلك و تحولت مرة أخرى بوجهها عني دون أن ترخي شدة الصدر المتوحشة
أه يا بنت الكلب . و فجأة تفتق ذهني عن حل وسط
- طيب خلاص , أنا هدفع في الفترة ما بين القلع و بداية الشغل , إيه رأيك ؟
نظرت إليَّ بطرف عينيها من أسفل إلى أعلى ثم عادت إلى تجاهلها المصطنع . ثوان معدودة ثم التفتت لي كمن تذكر فجأة شيئاً ما
- قلى قولي , أنت متجوز ؟
دهشتُ لسؤالها فتساءلت محاذراً
- إيش معنى
- جاوب بس , أنت مش عايز تخلَّص
قلتُ و أنا أحاول أن أستشف ما وراء السؤال
- لأ
- خاطب ؟
- لأ
- ناوي تتجوز ؟
- إن شاء الله
قالت و على وجهها ابتسامة لاذعة
- لأني واحدة من اياهم طلبت مني بكل بجاحة إنك تتأكد الأول , طب هتعمل ايه بقى يا ناصح مع واحدة قررت انك تتجوزها ؟ إزاي هتقدر تقولها أنا عايز اتأكد الأول إذا كان جسمك ده حقيقي ولا فشنك
بهتُ تماماً , ظللتُ أنظر إليها و لساني عاجز عن الحركة . يا بنت اللعينة , صدمني جداً أنها تقول الحق . فعلاً كيف سأتحقق من الفتاة التي سأقدم على الزواج منها و التي لابد و أنها ستكون فتاة محترمة و من أسرة كريمة محافظة . كيف يمكن وقتها أن أطلب منها نزع الثياب أو لمسها للتأكد من سلامة كل شيء . لن تقبل أبداً فتاة محترمة أمراً كهذا , و ربما وشت بي لأهلها فتصير فضيحة , و أجد نفسي محل رفض من كل الأسر المحترمة . ها هي عاهرة ترفض أن أتأكد قبل أي شيء فكيف يكون الحال مع فتاة عفيفة . تلك اللعينة على حق . تبادلتُ مع صدرها نظرة عتاب و أسف ثم أخرجتُ محفظتي و نقدتها مائتين جنيهاً , دست النقود في حقيبتها باسمة و هي تقول
- هي الشقة فين ؟
- في الهرم
قالت و هي تتأبط ذراعي و تدفعني برفق إلى السير
- عشرة على عشرة , أصل انا بحب الشارع ده أوي و ياما اشتغلت فيه .







الخميس، 9 أبريل 2009

بيني و بينك


بيني و بينكِ


ما يوازي وقفتي


ما بين نثر ٍ


و اشتعال قصائدي


ما بين موتٍ سادر ٍ في حسنهِ


و حياة نجم ٍ ضلَّ عنهُ بريقهُ


ما بين قفر ٍ لا تصالح رملها


و صعودِ طائرةٍ


يعانقُ ما تصدع من سكونْ


بيني و بينكِ


رحلة ٌ


من حيرةٍ عبثيةٍ


حتى متاهات الجنونْ



الثلاثاء، 17 مارس 2009

حوار عادي جداً


س : بتحب مصر ؟

ص : لأ

س : شايف إن فيه بلد تاني أفضل منها ؟

ص : أيوه

س : فين ؟

ص : في أي حته غير مصر

س : لو مصر حاربت إسرائيل , هتحارب مع مصر ؟

ص : أيوه

س : طب ازاي بتكرهها و تحارب في صفها ؟!

ص : لأ , موقفي يرتكز على قاعدة دينية بحتة

س : لكن ربنا أمرنا بحب الوطن

ص : ربنا قال : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها

س : بس أرض مصر طيبة

ص : أرض مصر صحرا

س : و النيل ؟

ص : ملوث

س : و ناسها الطيبين الجدعان ؟

ص : ده كلام إعلام حكومي

س : يعني مفيش حاجة عجباك خالص ؟

ص : لأ في

س : إيه ؟

ص : أمل دنقل و نجيب محفوظ

س : طب و إبداع الناس دول جه منين ؟ ما هو من البيئة المصرية

ص : شغلهم حلو , بس انا ما اتمناش اعيش في حارة الناجي , ولا في بيت السيد احمد عبد الجواد , و لا اكون في يوم سبارتكوس المشنوق .

س : أمال عايش فيها ليه لحد دلوقت ؟

ص : عشان معيش حق السفر


الثلاثاء، 10 مارس 2009

خبر هام جداً جداً جداً جداً


تدعوكم الكاتبة و الفنانة التشكيلية الجامدة جداً

غادة خليفة

لحضور حفل توقيع كتابها الأول

تقفز من سحابة لأخرى

و ذلك في تمام الساعة السادسة و النصف مساءاً
بتاريخ 14/3/2009

بمتحف محمود مختار - أمام الباب الخلفي لدار الأوبرا

بجوار نادي القاهرة

صدقوني هيبقى يوم جميل

ألف مبروك يا غادة

الأحد، 1 مارس 2009

أقل الهموم


سألني زميلي في العمل الذي يسكن بجوار المستشفى , في الشقة التي أعدها له أبوه عشاً للزوجية

- لماذا تتطلع إلى السفر هكذا ؟

إبتسمت له دون كلمة , و عدتُ إلى تقريري حتى أتيتُ عليه , ثم انصرفت

و فور دخولي البيت أرسلتُ له رسالة بالبريد الألكتروني


ماجد

ليتك كنت معي و أنا أقطع الطريق من قصر العيني إلى منتصف شارع فيصل في ساعتين

و هذا أهون ما ألاقيه كل يوم في هذا البلد .



الخميس، 5 فبراير 2009

الأحزان الشيطانية


ليس للحزن الذي يفتقد إلى الأسباب وجود , و القائل به محض متوهم أو هارب من بشاعة المواجهة . مفهوم الزرع الشيطاني في الموروث الشعبي مفهوم مضلل , حتى النبتة الشيطانية كانت بذرة ضلت بها الريح عن قبيلتها , و تولتها الطبيعة برعايتها المتفضلة , فخرجت للحياة موصومة باليتم القبَلي .
لحزني بذرة معلومة , أعرفها جيداً , و أدرك احتيالي لإقصائها عن ظني , و أكتفي بقولي لغادة : إني حزين

الخميس، 29 يناير 2009

بشاعة البوح


ذات يوم تملكتني رغبة ملحة في أن أكتب مذكراتي متخذاً من الصدق ركيزة وحيدة و قررت ألا يطلع على تلك السطور أي شخص مهما كان و ذلك ضمانا لتحقيق شرط الصدق .
سأحكي الأحداث كما هي دون زيادة أو نقصان و سيأتي ذكر أبطالها بأسمائهم الحقيقية , سأكشف عن كل شعور سلبي كان أو إيجابي نحو ما حدث و نحو كل شخص قريب أو بعيد , سأطلق رغباتي البريئة و المحرمة من حبس ما يجب و ما لا يجب أن يقال لترعى في فضاء الورق الأبيض و سأدفن تلك الأوراق في مكان كسر الخلق محال المنال و بعد عدة سطور توقفتُ , أدركتُ عجزي عن النظر في مرآتي , أدركت في دقائق قليلة من البوح السري أن أخشى ما أخشاه أن أرى نفسي
و هنا فقط أدركتُ حجم بشاعتي .

الخميس، 22 يناير 2009

تخاريف منتصف الكارثة


هل الأدب رفاهية ؟

طول عمري و انا بحلم بدخل مالي بدون ما اشتغل يضمنلي حياة كريمة و بيت فيه زوجة جميلة محبة مطيعة وفيَّة متفهمة أحوالي الإبداعية و ولد و بنت مفيش أجمل منهم في الدنيا و ميكونش ورايا حاجة غير العبادة و الكتابة و الحب و كل يوم أصدقاء جدد من اللي قلبي يحبهم . دايما بتخيل يومي في أحلامي بالشكل ده , أصحى قبل صلاة الفجر بساعة و اصحي مراتي ببوسه حنينه تقوم و هي بتبسم في وشي ابتسامة تنور القلب و نروح مع بعض نصحي الولد و البنت و نصلي ركعتين جماعة و اكون حافظ القراءن الكريم كله و بعد ركعتين القيام نلتف في حلقة تعليم القراءن أكون فيها المعلم أشرح أحكام التلاوة و معاني الآيات الكريمة و لما ينادي المؤذن آخد الولد و نروح نصلي الفجر في المسجد و لما نرجع يكون الفطار جهز نفطر كلنا مع بعض و احنا بنتكلم في حاجات كتير مش مهمة و نضحك من قلوبنا بجد وتسألني مراتي عن الطبعة 101 من كتابي الأخير و عن آخر أخبار دار النشر الإنجليزية اللي بترجم كتبي و اللي قررت أفسخ عقدي معاها و اعمل عقد مع دار غيرها أقولها انهم لسه متصلين بيا امبارح و ان صاحب الدار مستر رون قعد يعيط في التليفون و انه صعب عليا جدا و بعدين أخش أوضة المكتب اللي فيها أكبر و أهم مكتبة و اكتب كتابة ملهاش مثيل في التاريخ , كتابة تخلي أعظم الأدباء يسأل يا ترى منين بجيب كتاباتي ؟ كتابة تتحدى كتاب المستقبل بأن يأتوا بمثلها , يتوقف عندها الأدب ماحياً ما قبلها و ما بعدها و لو مفيش كتابة أرمي نفسي في بحر الكتب أصطاد منها اللي محدش يعرف يصطاده , أشوف بعنيه الأفكار أشخاص عايشين معايا , بيتكلموا معايا , بيكلوا معايا , بيستحموا معايا , بيناموا معايا و عند الضهر أروح أصلي في المسجد و يكون الولد و البنت لسه في المدرسة أخلص الصلاة و اروح بعربيتي البي أم أجيبهم من أحسن و أغلى مدرسة لغات في البلد و نرجع البيت نتغدى سوى و بعدين الولاد يخشوا يناموا ساعتين , شوية و المدام تلاغيني و تلمح بلذيذ الرغبات أتوكل على الله سائلا إياه التوفيق و لما اقوم قبل المغرب بساعة أكون مبسوط بريحة المتعة اللي لسه ريشتها بدغدغ جسمي بس ازعل لما افتكر إني فوت صلاة العصر في المسجد (الصلاة الوسطى) لكن معلش أقوم استحمى و اصليه و اعقد مع نفسي اتفاق ( كل يوم ) إني مش هفوتها تاني و اروح أصلي المغرب في المسجد يضحك الشيخ لما يشوفني و يقولي بصوت ممدود : تاني ؟ أقوله ادعيلي يا شيخنا انا عقدت مع نفسي اتفاق يضحك أكتر و يقول بصوته الممدود : تاني ؟ أرجع البيت الاقي المدام بتذاكر للولد و سيبه البنت تطلب مني أذاكرلها الرياضة و بعد ساعة من المناهدة مع البنت أخرج لصلاة العشا و منها على القهوة ألاقي هناك محمد صادق و كامل و محمد سيد أسأل على عمرو موسى ( مش عمرو موسى اياه لأ عمرو موسى غيره ) يقولولي مراته مش راضيه تنزلوا من البيت اتحسر على الرجاله و اقول إنه وحشني أوي من يوم ما اتجوز , كل مرة يدينا معاد و ما يجيش معلش ساعتين بالكتير و كل واحد فينا ...

إيه ده ؟

إيه الهبل اللي انا بنيله ده ؟

يا عم روح ذاكرلك كلمتين انجليزي ينفعوك و انت بتلف على شغل تاني غير وظيفة الحكومة اللي مخلياك مش عارف تفتح عشة حتى مش بيت و لا كمل القصة اللي بدأت تكتبها من شهر فات و مش عارف تخلصها , قال كتابة ملهاش مثيل في التاريخ قال هو التاريخ فاضي لأمثالك

يا عم روح ... طب ... روح ف ستين ... طب...

وله , غور ف داهية ياض